(ج) عصمة الأئمة وعلمهم(ع):
من الاتهامات التي يطلقها أعداء التشيع لأهل البيت(ع) ويستدلّون بها على بطلان مذهبهم(ع) وافتراقه عن الإسلام هو ما يخص صفات الأئمة عليهم السلام، وبالخصوص عصمتهم وعلمهم. فترى هؤلاء يقولون بأنه طالما اعتقد الشيعة بعصمة أئمتهم فإن هذا من شأنه أن يرفع هؤلاء الأئمة إلى مرتبة الرسل(ع) الذين لا يعتقد هؤلاء بعصمتهم إلا في التبليغ (بل لقد رووا، كما في صحيح البخاري، أن رسول الله(ص) قد نسي آيات من القرآن ثم تذكرها عندما سمع مسلماً أعمى يقرأها، وهو ما يخدش عصمته حتى في التبليغ كما هو واضح)، وهذا كفر كون الرسل قد ختموا بمحمد(ص)، كما ويقولون بأن الشيعة يعتقدون بأن أئمتهم(ع) يعلمون علم الغيب وبذا فهم يشركونهم في الربوبية والعياذ بالله.
الرسول(ص) لا يساويه أحد من الخلق:
تعتقد شيعة أهل البيت(ع) بأن النبي محمد بن عبد الله(ص) أفضل الخلق على الإطلاق، وأنه لا يدانيه أحد من العالمين بمنقبة أو فضيلة، فهو أعلم الخلائق وأشجعهم وأرحمهم وأكرمهم وأرأفهم وأعدلهم وأتقاهم وأحسنهم خلقاً. وهذا التفضيل له يشمل جميع الكائنات ومن ضمنهم أولي العزم من الرسل عليهم السلام.
كما نعتقد أن الأئمة من أهل بيته لم ينالوا هذه المنزلة إلا بتعريفه هو(ص) للناس بمنزلتهم التي أنزلها الله في القرآن وبيّنها رسوله(ص) في أحاديثه. فإن اعتقادنا بالأئمة(ع)، إذاً، مبني على اعتقادنا بالرسول(ص) وقبولنا كل ما صحّ عنه في شأنهم.
أدلّة العصمة:
الدليل العقلي:
نعتقد بأن الإمام، الذي هو خليفة الرسول(ص) في أمته، يجب أن يكون معصوماً وذلك بالنظر إلى مسؤوليات هذا الإمام، فنحن نعتقد، وكما شرحنا في حلقات سابقة، بأن الإمام هو الأمين على الشريعة من ناحيتين: الحفاظ عليها من التحريف، ومراقبة التطبيق الدقيق لجميع أحكامها. وهذه المسؤوليات تتطلب مواصفات عديدة لا تتأتى للفرد العادي وهي: عدم النسيان، وعدم الاختلاط، وعدم تعمد التغيير بسبب هوى النفس أو الضغوط الدنيوية. بعبارة أخرى، يجب أن يكون الإمام معصوماً من الخطأ (نسيان واختلاط وهذيان وأمثالها)، وأن يكون معصوماً من ارتكاب المعصية (تغيير الأحكام بسبب الأهواء أو التكالب على الدنيا أو غيرها). والعصمة بهذا المعنى هي التي نوجبها للأئمة(ع)، وإلا لما كان هناك فرق بينهم وبين الآخرين ولصار اختيار الله لهم، وكما أثبتنا في الحلقة السابقة، اختيار محاباة يتقدس الله تعالى عنها إذ هو غني عن العالمين.
يقول علماؤنا بأن الإمامة لطف من الله تعالى كما أن النبوة لطف منه سبحانه، وطالما كانت عصمة الرسول(ص) واجبة وإلا لأخطأ في التبليغ أو نسي أو امتنع أو اختلط أو هذي أو غير ذلك مما يجعله غير مأمون على إيصال الشريعة إلى الناس كما أرادها الله، فإن الإمام يجب أن يكون معصوماً هو الآخر كي يكون مأموناً على حفظ الشريعة وعلى تنفيذها بدقة دون خطأ أو زلل.
الدليل النقلي:
وهنا ثلاثة أنواع من الأدلة النقلية، سنعطي باقة صغيرة منها في هذا الموجز.
أ- آيات الكتاب:
أنزل الله تعالى آيات بيّنات تثبت عصمة الأئمة عليهم السلام، منها:
آية التطهير وهي قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ (الأحزاب:33). وقد فسّرها النبي(ص) بأن جمع الزهراء والأئمة علياً والحسن والحسين عليهم السلام معه(ص) تحت كساء وقرأ الآية وذلك في بيت زوجته أم سلمة(رض)، فأرادت أن تدخل معهم فجذب النبي(ص) الكساء ومنعها قائلاً لها: ‹‹أنت على خير››، وهو ما دلّ على أن الآية خصّت هؤلاء الخمسة. ثم ظلّ النبي(ص) يأتي باب علي وفاطمة(ع) في وقت صلاة الفجر لمدة ستة أشهر ويتلو الآية الكريمة. وإذهاب الرجس والتطهير في الآية يعني امتناع تعمد المعصية من هؤلاء المطهرين فإن رجس الشيطان لا يستطيع إليهم سبيلاً.
آية أولي الأمر وهي قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾ (النساء:59) وهي واضحة في أن أولي الأمر يجب أن يكونوا معصومين وإلا لما جاء الأمر الإلهي في هذه الآية بطاعتهم مطلقاً وفي كل حال. أي أن أولي الأمر يجب أن يكونوا الأئمة المعصومين وإلا لخصصت الآية طاعتهم في حالات معينة ونزعت عنهم الطاعة الواجبة في حالات معينة.
آية المباهلة وهي النازلة في شأن نصارى نجران حيث تحدّوا الرسول(ص) في شأن صحة الدين الإسلامي فأمره الله تعالى أن يدعوهم إلى المباهلة وهي الدعاء إلى الله تعالى بأن ينزل غضبه ولعنته وعقابه على من كان كاذباً من الخصمين المتباهلين. قال تعالى: ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ (آل عمران:61) – (فمن حاجك فيه: أي في عيسى(ع) وكونه ليس إلهاً) – فجاء النبي(ص) في الموعد الذي ضربه لأساقفة نجران وبيده الحسين(ع) يحمله، وفي الأخرى الحسن(ع) يمشي (وهذان أبناءنا)، وفاطمة(ع) تمشي خلفه (نساءنا)، وبعدها الإمام علي بن أبي طالب(ع)، ومحل الشاهد هنا هو أن النبي أتى بالإمام علي(ع) مما يدل على أنه عليه السلام هو المقصود بكلمة (وأنفسنا) وإلا لكان مجيئه عبثاً يستحيل وقوعه من الرسول المعصوم(ص).
وطالما صار علي(ع) بمنزلة نفس النبي(ص) بنص الآية الكريمة التي لا جدال فيها، فقد صار لعلي(ع) من الصفات ما للنبي(ص) ما عدا النبوة التي ختمت به، وكذلك درجات كمال الصفات مقارنة بالآخرين كون النبي(ص) أفضل من جميع الناس كما قلنا في أول المقال. ولا شك بأن العصمة تأتي في مقدمة هذه الصفات التي نالها علي(ع) بنص هذه الآية.
ب – الحديث الشريف:
أورد المحدثون الكثير جداً من أحاديث الرسول(ص) التي منها ما يصرح تصريحاً بعصمة هؤلاء الإثني عشر إماماً من أهل بيت النبوة، ومنها ما يلمح إلى ذلك، ومنها ما يستنبط منه الدليل على عصمتهم(ع)، من هذه الأحاديث ما يلي:
حديث المنزلة، وهو قول النبي(ص) لعلي(ع): ‹‹أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي››. وهذا الحديث يدل دلالة قاطعة على عصمة علي(ع) تماماً كما دلت آية المباهلة الواردة أعلاه.
حديث الغدير، وهو قول الرسول(ص) لمائة ألف مسلم عادوا معه من مكة بعد حجة الوداع، وذلك في موضع يسمّى «غدير خم» ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة ‹‹من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه››. قال(ص) ذلك بعد أن أشهدهم على ولايته(ص) العامة عليهم بقوله: ‹‹ألست أولى بكم من أنفسكم؟›› وهو تفسير الآية الكريمة: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ﴾ (الأحزاب:6).
فأصبح لعلي(ع) من الولاية على المسلمين ما كان للنبي(ص) من الولاية عليهم. ولا شك بأن الله تعالى لم يعط علياً هذه الولاية وهو يعلم أنه من الممكن أن ينحرف أو يخطئ أو يعصي الله ورسوله(ص)، خصوصاً وأن النبي(ص) أعطاه هذه الولاية قبل أن يودع الدنيا بأقل من ثلاثة أشهر مما سيصبح مستحيلاً تعديل أي خطأ أو انحراف يصدر عن علي(ع)، وهذا يعني أن علياً معصوم.
حديث على مع الحق: ‹‹علي مع الحق والحق مع علي يدور معه كيفما دار››، وهو واضح جداً في أن علياً معصوم لأنه إن لم يكن معصوماً جاز عليه أن يبتعد عن الحق، ولما أكّد النبي(ص) أنه مع الحق والحق معه دائماً، علمنا أنه معصوم.
ولما ثبت لدينا بأن علياً والحسن والحسين(ع) معصومون، صار لزاماً علينا أن نصدق جميع ما صح عنهم من أحاديث. وقد صحّ عنهم إثبات عصمة الأئمة التسعة الآخرين: السجاد، والباقر، والصادق، والكاظم، والرضا، والجواد، والهادي، والعسكري، والمهدي سلام الله تعالى عليهم أجمعين، مما يجعل عصمة الإثني عشر إماماً ثابتة بطريق مباشر وطريق غير مباشر.
وقد صرّحوا هم أنفسهم بعصمتهم كما في قول الإمام السادس جعفر بن محمد الصادق(ع): ‹‹نحن قوم معصومون››.
هذا كله عن طريق المحدثين من أهل السنة، وإلا فإن النبي(ص) قد صرّح بعصمة الأئمة من أهل بيته، وذلك في أحاديث رواها الصادقون(ع) حسبما هو صحيح عندنا من طرقنا المعتبرة.
ج- سيرة الأئمة:
إن المتتبع لسيرة هؤلاء الإثني عشر إماماً من خلال ما روته كتب الحديث أو السيرة والتاريخ لا يمكنه إلا أن يخرج بنتيجة واحدة وهي عصمتهم المطلقة. ولنوجز بعض هذه الموارد كما يأتي:
1. لم يذكر التاريخ أن أحداً من هؤلاء الأئمة قد توقف أو أخطأ في جواب مسألة فقهية أو غيرها، أو طلب المهلة للتدبر والتفكير.
2. لم يذكر التاريخ أن أحداً من هؤلاء الأئمة قد زلّ أو انحرف عن الطريق المستقيم أو ارتكب ذنباً واحداً مهما كان صغيراً.
وهذان الركنان، العلم الحاضر غير المحدود، والخلق القويم والسيرة المستقيمة التي لا تتخلف عن الحق وتبتعد عنه ولو مرة واحدة، هما ركنا العصمة كما أسلفنا في أول المقال.
ولقد جاءت أقوال السلف من أئمة الفقه والحديث والتاريخ ممن عاصر الأئمة(ع) أو الذين جاءوا بعدهم تخبر عن حالهم الذي ليس له نظير. ولنذكر بعضاً من هذه الأقوال لتعضد ما ذهبنا إليه من الاعتقاد بعصمة هؤلاء السادة القادة.
قال عبد الله بن الزبير، وكان من أعداء أهل البيت عن الإمام الحسن(ع): "والله ما قامت النساء عن مثل الحسن بن علي(ع)".
قال محمد بن شهاب الزهري:"ينادي مناد يوم القيامة: ليقُم سيد العابدين في زمانه، فيقوم علي بن الحسين(ع)".
قال عبد الله بن عطاء: "ما رأيت العلماء عند أحد أصغر منهم إلا عند محمد بن علي الباقر(ع)".
قال مالك بن أنس إمام المذهب المالكي: "ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادة وورعاً".
قال إبراهيم بن العباس الصولي عن الإمام الرضا(ع): "ما رأيت الرضا سئل عن شيء إلا علمه ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته وعصره".
قال أحمد بن عبيد الله بن خاقان، وقد كان من المبغضين لأهل البيت(ع) والعلويين عموماً، عن الإمام الحسن العسكري: "ما سألت عنه أحداً من بني هاشم والقواد والكتّاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس إلا وجدته عندهم في غاية الإجلال والإعظام والمحل الرفيع والقول الجميل والتقديم له على أهل بيته ومشايخه وغيرهم، ولم أرَ له ولياً ولا عدواً إلا ويحسن القول فيه والثناء عليه".
علم الأئمة(ع)
أما علم الأئمة(ع) فيأتي من ثلاثة مصادر:
المصدر الأول: علم عن النبي(ص) علّمه الإمام الأول علي(ع)، ثم علّمه الإمام علي لولديه، ثم الحسين لولده علي بن الحسين، وهكذا.
وبعد أن أطال النبي(ص) مناجاة علي(ع)، خرج من عنده وقال: ‹‹علّمني من العلم ألف باب كل باب يفتح ألف باب››.
وعندما أخذ الإمام علي(ع) يخبر الناس بما سيأتي من أخبار المستقبل، قيل له: "كأنك تعلم الغيب"، فضحك وقال: ‹‹ليس هو بعلم غيب، وإنما الغيب الساعة – أي القيامة - ، ولكنه تعلّم من ذي علم - يعني رسول الله(ص) -››.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ‹‹أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة والحكمة فليأتها من بابها››، وهو بالضبط ما تفعله الشيعة من أخذ تفسير آيات الكتاب وسنة رسول الله(ص) من أمير المؤمنين(ع) ومما روى عنه أولاده الطاهرون.
هذا، وتشير منزلة الإمام علي(ع) من أنه من رسول الله كهارون من موسى (حديث المنزلة أعلاه) وأنه كنفسه المقدسة (آية المباهلة أعلاه) إلى حصول الإمام علي على علوم النبي(ص) وإلا لم يكنّ له منزلة هارون(ع) الذي كان وزيراً لموسى ووصياً له على قومه عندما ذهب لميقات ربه؟
المصدر الثاني: علم مكتوب عن النبي(ص)، فقد صرّح الأئمة بأن عندهم الجامعة وهي صحيفة طولها سبعون ذراعاً بإملاء النبي(ص) وخط علي(ع)، فيها كل ما يحتاج إليه من الحدود الشرعية.
كما صرّحوا بأن عندهم الجفر، وهو علم يستند على الحروف والأرقام يمكن استخراج الحوادث التاريخية منه.
وصرّحوا بأن عندهم مصحف فاطمة وهو كتاب كان فيه الكثير من العلوم التي كانت خاصة لهم(ع).
المصدر الثالث: علم إلهي لَدُنيّ يتكرم الله تعالى به على الأئمة الذين جعلهم خلفاء خاتم رسله وسيد خلقه(ص) وحججه على عباده والقائمين على شريعته الخاتمة. وهذا مشابه لما يدّعيه المتصوفة من العلوم الكشفية التي يتكرم الله بها عليهم كمكافأة على الرياضة الروحية والدأب في العبادة.
إن هذه المنحة الإلهية لا تجعل الأئمة(ع) أنبياءً، لأن الله يمكن أن يلهم من يشاء من عباده بما يشاء كيف يشاء، وكما حكى في كتابه أنه أوحى لأم موسى(ع): ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ (القصص:7)، وقال: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ﴾ (النحل:68).
هذا، وإن إخواننا أهل السنة يروون بأن النبي(ص) قال عن عمر بن الخطاب أنه تتحدث الملائكة على لسانه، وأن عمراً انكشفت له الحجب فرأى جيش المسلمين في العراق في محنة، وهو يخطب في المدينة المنورة، فصاح بقائد الجيش وأعطاه التعليمات اللازمة لإنقاذ الجيش الإسلامي. فلا يجب أن يستكثروا إذاً على الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً بنص القرآن المجيد أن تنكشف لهم الحجب ويفيض عليهم الله من فيوضاته التي يتفضل بها على من هم أقل منهم من عباده.
وأخيراً لنختم بقول الإمام علي(ع): ‹‹إنا أهل البيت من علم الله علمنا، وبحكم الله حكمنا، ومن قول صادق سمعنا – يعني النبي(ص) - فإن تتبعوا آثارنا تهتدوا بهدينا وترشدوا ببصائرنا، معنا راية الحق والهدى من اتّبعها لحق ومن تأخر عنها غرق››.