بحوث الأمة المسلمة في دعاء إبراهيم وإسماعيل (ع)
الحلقة ح19 / آيات وعلم آدم الأسماء كلها
رابط يوتيوب: https://youtu.be/dg_e4Y5-V-Q
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا محمد وعلى آله الطيبين
الطاهرين
هذه من الآيات غير السائدة في البحث حول
أهل البيت(ع) لأن الدقة التي فيها هي دقة لغوية، فحتى مع الدقة اللغوية
أيضاً هناك مجال لأن يكون هناك بديل أو بدائل معقولة غير التفسير بهم(ع). لكن
أهميتها تبرز من أنها إن كانوا هم(ع) المعنيين هنا، وحدهم أو كانوا هم مِن أهم مَن
هو معني فيها، فإن هذا أهميته أنه حصل منذ ما قبل الخلق.
وهي الآية علّم آدم الأسماء كلها.
يقول تعالى في سورة البقرة من الآية 31-33
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
((وَعَلَّمَ آَدَمَ الاسْمَاءَ كُلَّهَا
ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ
إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . قَالُوا سبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا
عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ . قَالَ يَا آَدَمُ
أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ
أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالارْضِ وَأَعْلَمُ مَا
تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ)).
الناظر في هذه
الآيات، (الكلام في هذا البحث والقصة ((قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك
الدماء)) إلخ معروفة)، يجد الكلام في هذه:
1 / ((علم آدم الأسماء كلها)) (سأشير لماذا "كلها" بعد قليل)؛
2 / لم يقل "عرضها"، قال
((عرضهم))، الضمير "هم" هو
ضمير العاقل؛
3 / ((... على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء))، "هؤلاء" تطلق على العاقل وغير العاقل؛
ثم يتم ((إن كنتم صادقين . قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك
أنت العليم الحكيم)).
ثم يقول:
4 / ((قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم))، ولم يقل "بأسمائها"، لأن لغير العاقل تقول أسمائها، يستخدم ضمير
المفردة المؤنثة، تقول قفزت النمور و النمور قفزت، لا تقول النمور قفزوا،
قفزوا هنا للعاقل.
هنا ((قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم))،
قال:
5 / ((أنبئهم بأسمائهم)) وليس بأسمائها، ((فلما أنبأهم بأسمائهم)) مرة أخرى لم يقل "بأسمائها"،
((قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض)).
فإذاً، الآيات متوافقة في أنه هناك عاقل
في الأسماء وعندما قال ((علم آدم الأسماء كلها)) وليس كلهم لأن الأسماء غير عاقل،
الإسم نفسه غير عاقل، "ذات" ذلك الإسم
هو عاقل، ((ثم عرضهم))، يعني نقول كريم عاقل، هذا الولد من البشر عاقل، إسمه
كريم، الإسم غير عاقل، لذلك الأسماء كلها، ((عرضهم))
هم الذوات، و ((أنبأهم بأسمائهم))، صار بأسماء هؤلاء
الذوات، فلما أنبأهم آدم بأسمائهم هذه الذوات قال ((ألم أقل لكم)).
ماذا يقول البيان الرسولي؟
الآن في البيان الرسولي من ضمن كيف نعلم
أن هذه لها علاقة بالأمة الذرية المسلمة من إبراهيم وإسماعيل(ع)، عن الإمام
الصادق(ع):
((أن الله تعالى علّم آدم(ع)
أسماء حجج الله تعالى كلهم، ثم عرضهم وهم أرواح على الملائكة فـ ((قال أنبئوني
بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين)) لأنكم أحقّاء بالخلافة في الأرض لتسبيحكم وتقدسيكم
من آدم، فـ ((قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم . قال
الله يا آدم أنبئهم بأسمائهم))، فلما وقفوا أي عرفوا وتعرفوا على عظيم منزلتهم عند
الله تعالى ذكره علموا أنهم أحقّاء بأن يكونوا خلفاء الله في أرضه، وحججه على
بريته)).
هذه الآية ماذا تقول؟ هذا الحديث عن
الإمام جعفر الصادق(ع) يقول أن هذه
الأسماء هذه الذوات العاقلة لأهل البيت (ع) من محمد وآل محمد(ص)
التي وهم أرواح عرفهم بآدم وعلّمه أسماءهم، ثم عرضهم على الملائكة إلى آخر الآية.
ماذا تقول التفسيرات الأخرى؟
على أن التفسيرات في المدرسة الأخرى شيء
آخر، وهي تقول، منها:
تقول أنه عرض عليه أسماء ولده إنساناً
إنساناً، والدواب فقيل هذا الحمار، هذا الجمل، يعني كل شيء؛
أو الإسماء التي يتعارف بها الناس، انسان
ودابة وأرض وسهل يعني عناوين الخلق، وأشباه ذلك من الأمم وغيرها؛
أو قالوا هي أسماء الملائكة؛
أو قالوا هي أسماء النجوم؛
وقالوا علم آدم الأسماء، أسماء ذريته
كلها، أبو جعفر الطبري اختار أنه علمه
أسماء الملائكة وأسماء الذرية، يعني سوية الإثنين، علمه أسماء الملائكة وأسماء
الذرية لأنه قال ثم ((عرضهم))، الطبري يقول لأنه قال أي الله تعالى قال ثم عرضهم ،
وهذا عبارة عما يعقل، الذي يعقل عاقل وهذه الضمير هم. واعتُرض عليه، اعتُرض عليه أنه ليس بلازم، فإنه يمكن أن يدخل معهم
غيرهم ويعبَّر عن الجميع بصيغة العاقل للتغليب، يعني أنه أسماء الملائكة
والذرية، ولكن يدخل معهم أسماء الجمادات والحيوانات والنباتات، ولكن يعبّر عن
أسماء هذه الذرية بالتغليب أنه للعاقل.
ولكن هنا يجب أن نأتي بقول، قول لإبن عاشور في تفسيره يستدعي التوقف،
التوقف أن نقطع أن الأسماء هي أسماء الأمة المسلمة في ذرية إبراهيم وإسماعيل(ع)
– لا نقطع بذلك اعتماداً على قضية الضمائر...
(يعني نحن هنا نقطة للإلفات نحن هنا لا نتكلف
بأننا نريد أن نأتي بالشاردة والواردة لدعم موقعية أهل البيت(ع)، لا
نحتاج ذلك، آية واحدة تكفي، آية التطهير أو آية الولاية تكفي، حديث الأئمة الإثني
عشر التي رواها البخاري حتى تكفي، حديث أن علياً بمنزلة هارون من موسى تكفي، آية
المباهلة تكفي، حديث الثقلين في صحيح مسلم وغيره يكفي، هذه لا تحتاج إلى دليل،
لذلك نحن إنما نأتي بهذه لنثير هذه العناوين، بعضها نصل فيه إلى القطع، معظم آيات
هذه الأمة المسلمة، وبعضها هم الأفضل مصداقاً).
يقول إبن عاشور، قال: وإعادة ضمير
المذكر العاقل على المسميات في قوله: ((عرضهم)) للتغليب لأن أشرف المعروضات ذوات
العقلاء، وصفاتهم، على أن ورود مثله بالألفاظ
التي أصلها للعقلاء طريقة عربية نحو قوله تعالى: ((إن السمع والبصر والفؤاد كل
أولئك كان عنه مسؤولاً)) لم يقل "تلك"، التي هي للمفردة المؤنثة
لغير العاقل، بل قال كل أولئك الذي هو للعاقل، فيقول إن تعبير السمع والبصر والفؤاد
هي معان غير عاقلة عبّر القرآن عنها للعاقل ممكن هذه الطريقة عبر عنها القرآن. إذاً
يقول ان الاعتماد على الضمير، أنه هم، عرضهم
أسماءهم ليس بالضرورة يقطع أنها كانت ذوات عاقلة.
إذاً، الخلاصة (في تفسيراتهم المختلفة)
تقول أنه يمكن أن تكون الأسماء لعناوين جميع الموارد من الخلق، وأن منها كمصداق
للذوات العاقلة في المجموع هي أسماء محمد وآل محمد(ص).
هذه الآيات وآيات الأمة المسلمة
والربط طبعاً مع آيات الأمة المسلمة هي أنه كونها المصداق الأهم في الذي جرى تعليمه لآدم في
ذريته، يعني:
- إن كان تعليم آدم أسماء ذريته فهم الأهم،
- وإن كان في تعليمه الذوات العاقلة فهم
الأهم،
- وإن كان التعليم هو لتعليم الأشياء
عموماً فإن العاقل هو الأهم والأفضل في العاقل هم الذين وصلوا إلى المستوى الأعلى
من الإسلام، الذي دعا به إبراهيم وإسماعيل (ع).
والحمد لله رب العالمين.