بحوث الأمة المسلمة في دعاء إبراهيم وإسماعيل (ع)
الحلقة ح14 / الحسنان(ع) في آيات الأسباط
رابط يوتيوب: https://youtu.be/x_eg5NICw28
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
الهداة
عنوان هذه الحلقة من حلقات الأمة المسلمة من ذرية إبراهيم وإسماعيل(ع)،
العنوان هو الحسنان في آيات الأسباط، الحسن والحسين(ع) وآيات الأسباط.
الآيات المباركة
في نصوص الآيات نجد في القرآن عدة نصوص يذكر فيها الأسباط من آل إسحق
ويعقوب(ع). أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم
1/ ((قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا
أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إبراهيم
وَإسماعيل وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالاسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى
وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ
وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)) البقرة:136؛
2/ وبعدها بعدة آيات الآية 140 تتمة في
السؤال الاستنكاري لما يقوله بعض أهل الكتاب ((أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إبراهيم وَإسماعيل
وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالاسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ
أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً
عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)) هذه شبيهة،
وما أُنزل إلى..
3/ هنا في آية:84 من سورة آل عمران ((قُلْ
آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إبراهيم وَإسماعيل وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالاسْبَاطِ وَمَا
أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ
أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)) الإنزال إليه، أنزل لأجله هو أو لأجل
دوره، وأنزل عليه يعني فقط هو أنزل عليه، الذي وصل إليه بغض النظر عن دوره.
4/ آية النساء:163 ((إِنَّا أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا
إِلَى إبراهيم وَإسماعيل وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالاسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ
وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً))
5/ والآية الأخيرة، الأعراف:160، قبلها
الآية:159 مهمة ((وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ
بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)) والآية ما بعدها تقول ((وَقَطَّعْنَاهُمُ
اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا..))، فنجد هنا أن الموضع المطلوب هو كلمة ((الأسباط))
وأن هؤلاء الأسباط كانوا من الأنبياء لأنه أنزل
إلى إبراهيم والأسباط، وما أنزل على إبراهيم
والأسباط، هنا إنا أوحينا إليك وأوحينا إلى إبراهيم
وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط، هذا الخط الإسحاقي من إبراهيم(ع)،
وبعد ذلك طبعاً بعد هذا الخط الأسباط من يعقوب هناك هذه الخطوط صارت قبائل عندما
جاء زمن موسى(ع) بعد ذلك بقرون وقرون.
فالشاهد هو أن مصطلح الأسباط في القرآن هم
الأنبياء(ع) من آل إبراهيم وإسحق(ع) من نسل إسحق ويعقوب(ع) ثم هناك عندما صاروا
قبائل على عهد موسى(ع).
وعندنا أيضاً في سورة الأعراف الآية:159 ((وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ
بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)) فهنا فرّق ما
بين القوم، أمة موسى الكبيرة وبين جماعة في هذه الأمة؛ وهذا ما أشرنا إليه في أول
البحث أن الأمة المسلمة في دعاء إبراهيم وإسماعيل(ع) هي جماعة من الأمة الإسلامية
وليس الأمة الإسلامية كلها، فهنا قوم موسى فكأنما الأمة هنا تقابل الأمة
الإسلامية، ومن قوم موسى أمة، إذاً صار جزء منها
ههنا الأمة التي تهدي بالحق وبه تعدل، جزء منها فقط.
التشخيص الرسولي
نحن نعلم مما أجمع عليه المسلمون ما روي من
الحديث الصحيح في شأن الحسن والحسين عليهما السلام من قول النبي(ص): ((الحسن(ع)
سبط من الأسباط)).. ((الحسين(ع) سبط من الأسباط)).. ((الحسن والحسين
سبطان من الأسباط))..
وبهذا التعبير ((سبط من الأسباط)) السبط
يُطلق على الحفيد إبن البنت أو إبن الولد، لكن بشكل أخص إبن البنت؛ طيب، المسلمون
عندما كان رسول الله(ص) يحدثهم بهذا الحديث وبهذه الأحاديث يعلمون بأن الحسن والحسين
هما ولدا فاطمة(ع) بنت رسول الله(ص)، إذاً هما كانا سبطي رسول الله(ص)، فمن غير
المنطقي أن رسول الله(ص) يجلس إليهم ويقول لهم أن الحسن والحسين حفيداي من ابنتي
فاطمة، سيقولون نعم نعلم ذلك، ثم بعد ذلك ماذا؟ لا.. رسول الله(ص) يقول ((الحسن
والحسين سبطان من الأسباط))، لم يقل الحسن سبط أو
الحسين سبط، يعني حتى هذه كانت ستكون ضعيفة، الرسول(ص) يقول: ((الحسن
والحسين سبطان من الأسباط)) يعني لا يريد الكلمة القضية
البديهية التي يعرفونها، رسول الله لا يتكلم لغواً، كلامه كله به فائدة، وإذا
كان شيئاً يعلمونه إذاً هناك فائدة إضافية، يقول
إذاً أن هذين الكريمين الحسن والحسين يتصفان بصفة، هذه الصفة أنتم تعرفونها أصلاً،
من أين يعرفونها؟ من آيات القرآن التي أنزلت عليه والتي كان يقرأها عليهم،
إذاً يقول لهم، للناس، أن هذين السبطين هما من سنخ
الأسباط من آل إبراهيم في الخط الإسحاقي، وبما أن أولئك الأسباط كانوا من الأنبياء
بنص من القرآن أولاً، وثانياً بما أن النبوة والرسالة قد ختمت برسول الله(ص)
فلا نبي بعده، إذاً الحسن والحسين ليسا نبيّين ولكنهما من درجة ومنزلة النبوة...
نظير قوله(ص) لعلي: ((أنت مني
بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبيّ بعدي)) هذه ((إلاّ أنه لا نبي بعدي)) مهمة
جداً، هذه يعني يقول له "لو كان نبي بعدي لكنتَ أنت نبي من الأنبياء"،
وإلا لماذا يقول له إلا ((أنه لا نبي بعدي))؟ كان فقط قال ((أنت مني بمنزلة هارون
من موسى))، ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)) وليس من الله، ((أنت مني بمنزلة
هارون من موسى)) أخي ووزيري واشدد به أزري، لكن إلى الله تعالى أنت نبي لكن لا نبي
بعدي. هذا الاستثناء إذاً يقول أنت حتى بمنزلة نبوة هارون ولكنه لا نبي بعدي.
هذه الآيات وآيات الأمة المسلمة
هنا أيضاً الحسنان(ع) يقول هذان
من سنخ أولئك الأسباط الأنبياء ولكن النبوة ختمت. لكن الدرجة عند الله المنزلة
العلمية الموقعية هم من ذلك النوع، لا نتكلم الآن عن الدرجات لأن هذا فيه بحث آخر،
أنه أين هم؟ بل قلنا أصلاً أن إسلام هذه المجموعة وهم آل محمد(ص) هو
الدرجة الأعلى في الإسلام، بحيث أن إبراهيم(ع) بعد جميع المراحل التي مرّ بها وذلك
التاريخ الهائل يقف هو وولده إسماعيل(ع) ليدعوا الله تعالى أن يكونا
مسلمَين.. إذاً يريدان أن يكونا مسلمين من هذا النوع الأعلى من الذين كانا عليه،
ثم يطلبان أن يكون هناك أو أن يجعل الله منهما ذرية مسلمة، إذاً من هذا النوع من
الإسلام، فـ ((الحسن والحسين سبطان من الأسباط))
من نوع الأسباط، أي من نوع الأسباط الذين وصلوا إلى درجة النبوة.
أما أين هم؟ أفضل من أولئك أم يساوونهم؟ هذا
بحث آخر وخلاصة أنهم أفضل بكل تأكيد للأمور الأخرى التي تذكر في هذه السلسلة
وغيرها.
فهذا الرابط لهما من خلال حديث النبي(ص) ومع
ما كنا ذكرناه في أصل صلب البحث، محرك البحث وهو دعاء إبراهيم وإسماعيل(ع)
أن الحسين والحسين(ع)، هذه من آيات الأمة المسلمة التي تقول أن انتبهوا إلى أن هؤلاء من الأسباط بالبيان الرسولي
الذي قال لنا أنهم من سنخ أولئك الأسباط.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد
وآله الهداة..