بحوث الأمة المسلمة في دعاء إبراهيم وإسماعيل (ع)
الحلقات تم1 إلى تم4 / الفصول التمهيدية
تسجيل 2 من 35
رابط يوتيوب: https://youtu.be/sUAAA6bKyFw
بسم الله الرحمن الرحيم
ضمن حلقة التسجيل الثانية في بحوث الأمة المسلمة، نعطي خلاصة للفصول
التمهيدية لهذه البحوث، فصول أربعة:
الفصل الأول: منهاج التدبر القرآني
الفصل الثاني: مرجعية السنة النبوية
الفصل الثالث: إلتزام المسلم بالبيان الرسولي
الفصل الرابع: موقف العلماء المخالفين
الفصل الأول:
أما منهاج التدبر القرآني وهو الفصل الأول، التدبر القرآني
له أدوات، هذه الأدوات التي يعتمدها:
أولاً اللغة في قواعدها لغة القرآن في قواعد اللغة العربية وفي
بلاغة القرآن لأن هذه هي مادة النص الأصلي.
ثانياً مرجعية القرآن نفسه: نحن نعلم أن هناك المحكم والمتشابه، فمرجعية
القرآن في المحكمات شيء وفي المتشابه شيء آخر، ما يعطي العام والخاص والمطلق
والمقيد.. إلخ من الأقسام.
المرجعية الثالثة هي مرجعية المصطفَين الذين هم عندهم العلم الصحيح للقرآن، وهؤلاء ينقسمون في
أدوات تدبرنا إلى قسمين: (1) الرسول، مرجعية الرسول في صفته الرسولية وفي
صفته النبوية، وفي صفته البشرية كما هو مفصل في القرآن أو مما نستطيع أن نجعله في
هذه الأقسام الثلاثة..
ثم القسم الآخر (2) مرجعية خلفاء الرسول الذين يستمدون شرعيتهم من
النص القرآني ومن الرسول.
يعني هناك تراتبية، مرجعية اللغة هي التي نفهم منها القرآن، مرجعية القرآن
تعطي مرجعية الرسول، مرجعية الرسول تعطي مرجعية خلفائه وكذلك النص القرآني أيضاً.
ثم المرجعية الرابعة مرجعية العلماء أيضاً.. نجد ذلك تأصيلاً له في
القرآن ونجده أيضاً في الحديث الشريف.
ثم المرجعية الخامسة مرجعية العقل التي أشرنا إليها في منهاج
السلسلة، لأن مرجعية العقل أولاً لها التأصيل في القرآن، يعني عندما يأمر بالتدبر
وعندما يتكلم عن أولي الألباب هي كلها إشارة للموقعية الكبيرة جداً للعقل، وهذه
المرجعية نجدها أيضاً في الحديث الشريف.. الأهمية الكبيرة للعقل كما ورد عن رسول
الله(ع) وعن خلفائه.
بعد ذلك الأداة السادسة في التدبر القرآني وأنا أسميه إطار
المنهج الصحيح. المنهج الصحيح (1) في التدبر وهو في النظر وجمع المعلومات
كيف يكون، لا بد أن يكون هناك منهج، ولا تكون القضية عشوائية، كيف أنا أجمع
المعلومات وأنا أنظر في هذه الآية وفي تلك الآية، في سؤال العلماء ماذا قالوا في
هذه الآية، وماذا قالوا عن تلك، ثم في التفكر والبحث.. ما نقوم به نحن، لأن القرآن
أوسع من أن يمكن تحجيمه في قول عالم أو في قول ألف عالم فهو دائم العطاء.. ثم (2) هناك
في إطار المنهج الصحيح ما أسميه لا عناد.. بأنه مع العناد المضاد لما أثبته
البحث نسأل لماذا البحث إذاً؟ لماذا نضيع وقتنا إذاً؟ فيجب أن يكون هذا أيضاً
معتمداً عند الإنسان الباحث والمتلقي.
الأداة السابعة والأخيرة هي التي تحيط بجانب اللاعناد وهو إطار التقوى،
لأنه بدون التقوى تتغلب النفس، هوى النفس يتغلب، وكل ما قلناه عن هذه المرجعيات:
اللغة، البلاغة، حديث رسول الله وآله، كل ذلك يذهب هباءً، يأتي الهوى فيطيح به مرة
واحدة دون معيار.
هذا الفصل الأول وهو منهاج التدبر القرآني.
الفصل الثاني:
مرجعية السنة النبوية: مرجعية السنة طبعاً من خلال البيان الرسولي في
القرآن.
فالله تعالى يقول ((وَأَنْزَلْنَا
إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ
يَتَفَكَّرُونَ)) (النحل 44)، إنا أنزلنا إليك القرآن لكي تبين لهم أنت، فهذا ما
أسميه هنا البيان الرسولي للقرآن. فإنه لا يجوز شرعاً لمن يؤمن بالقرآن أن
يضرب الحديث الشريف تحت أية ذريعة.
نعم ما حصل للحديث الشريف في العصر الأول
كان كارثة أدت إلى ما سنبيّنه في التفاصيل، أدّت إلى ما وصلت إليه من تضارب وتناقض
في الروايات، ولكن إذا أهملنا الحديث الشريف فإننا نكون قد أعنّا تلك الكارثة على
أن تنتج ما هو أشد وأشد على الدمار. نقف بوجهها لنقول: لا، الحديث الشريف هو
المبين للنص، سنتعب لأنه لم يتم التدوين، وهذا موضوع آخر، لكن هذا الذي يهمنا الآن
أن هذه المرجعية لا يمكن شرعاً إهمالها.
الفصل الثالث:
والفصل الثالث هو هذا، تقول أن المسلم
يجب أن يلتزم بالبيان الرسولي.
عندما سنأتي إلى بحث الأمة المسلمة نأتي إلى
التفاصيل، الآية الفلانية.. الآية الفلانية، القرآن يقول كذا.. العقل يقول كذا،
نجمعها، ماذا قال الرسول؟ ماذا قال رسول الله(ص) وهو المنزّل عليه هذه
الآية؟ أن تهملها يعني أن تهمل القرآن الذي أمر برسول الله ولا يمكن التلاعب بهذا
المبدأ، إما أن تأخذه وإما أن تكون ممن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض.
سنأتي في هذه التفاصيل إلى أن هذه القضية
قضية إيمانية، الله تعالى عندما يقول ((فَلا
وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا
يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا))
(النساء65) هذه آية من أهم الآيات لأنها تتعلق ليس بمرجعية التحاكم فقط بل بكيفية
التعامل مع حكم هذه المرجعية الرسولية، كيف أتعامل معها في الواقع الخارجي، كيف
أخضع وكيف أتعامل معه في داخل نفسي وهذا هو المؤشر إلى الإيمان، لذلك قال تعالى ((فَلا
وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُون)) فلا يمكن للمسلم أن يبتعد عن ذلك خصوصاً مع ما سنعرضه
أيضاً من آيات طاعة الرسول على اختلاف درجاتها.
الفصل الرابع والأخير:
في الفصول التمهيدية، وهو موقف
العلماء المخالفين.
نسأل مع وجود هذه الأدلة الواضحة لماذا يا
ترى يخالف عالم وهو يؤمن بأن هذا صحيح! يؤمن بأن هذا ربما يكون صحيحاً، يكون هذا
العالم من القدماء الذين أخرجوا حديث البيان الرسولي، أخرج حديث التفسير الرسولي
لهذه الآيات التي أُنزلت عليه، ثم لماذا يهمله؟ لماذا يخالفه إلى فهم آخر بعيد عن
ذلك؟ نسأل هذا. طبعاً سنعرج إلى أصناف العلماء كيف أنهم انحرفوا.. لا يجوز
أن نخدع أنفسنا بأن كل عالم بالضرورة هو متدين أو ورع. كما لا يمكن أن نقول أن كل
عالم هو على نفس الدرجة من العلم والفهم، لا يجوز ذلك، إننا عندها سنجد حقيقة في
هذا التاريخ سنجد وجود وتفشي الكتمان والتدليس والكذب والكيل ليس بمكيالين، بل بخمسين
مكيالاً! لأنه كما قلنا، وسنظل نقول: أنه هوى النفس، وإلا النظر العقلي المجرد
واضح.. وهذا ما له من علاقة مباشرة بمرجعية القرآن والسنة.
فهذه هي الفصول التمهيدية التي نفصل فيها
في التفاصيل من غير التسجيلات لمن يريد أن يستزيد منها، والحمد لله رب العالمين..