محاكمة ونقد عصر الصحابة
محاكمة
ونقد عصر الصحابة
***
البعض
يرفضون على اعتبار أنه لا يؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان والاستقطاب والمشاكل التي
نعيشها؛
البعض الآخر
يرى أن هذا ليس فقط جيداً، ولكنه ضروري إذا ما أردنا الخروج من هذه المشاكل التي
نعيشها؛
البعض الأول
يشكك في نوايا البعض الثاني، والبعض الثاني يعتقد أن البعض الأول لا يستطيع مواجهة
الحقائق التاريخية المؤسفة.
***
فماذا
نفعل من أجل استثمار الفرصة في اجتماع جماعة لها اهتمام في كل ما نحن فيه؟
ألا تجدون أنه
من النافع أن نبحث هذا السؤال بالذات،
أي:
1-
هل ما يقوله البعض الأول صحيح أم
البعض الثاني؟
2-
واعتماداً على أية آليات؟ هل
القرآن؟ هل الحديث؟ هل العقل؟ هل تجارب الشعوب؟ هل مشاعرنا المخلصة وحتى غير
المخلصة؟
3- وكيف
نعرف ما إذا كانت النيات خالصة أم لا؟ أم يجب أن نحيّد النيات كما يفعل سائر الخلق
في البحث العلمي في الجامعات؟
***
هذا
مع إلفات مهم جداً للبعض الأول الرافض للنقد التاريخي، وهو من نقطتين:
الأولى / أن
منع نقد زمان الصحابة استناداً إلى أنه يزيد في اشتداد ما نحن فيه سيمتد قطعاً إلى
سائر التاريخ وصولاً إلى ما قبل أسبوعين مثلاً، لأن من يرفض محاكمة الماضي البعيد
لماذا يقبل محاكمة الماضي القريب؟ المبدأ واحد.
الثانية /
لماذا يدعو البعض الأول إلى منع النقد في مجموعة صغيرة جداً في المجتمع تستهدف
البحث والوصول إلى نتائج، فلسنا في الإذاعات أو الحكومات التي توجه العامة كي يخشى
مما نبحث أو نتوصل إليه؟ إنه سيتوقف البحث العلمي في الجامعات إذا لم نستطع قبول
البحث النقدي ها هنا.
(إنتهى الاقتراح)
***
بين
أحداث الماضي وأحداث الحاضر
جاء
على الكلام أعلاه تعليق من الأخ مصعب بسيم الذويب يلفت إلى الفارق بين أحداث
الماضي وأحداث اليوم لأننا نستطيع محاسبة المعاصرين وليس الماضين.
فأجبته
كالتالي:
الفارق أخي
مصعب أكبر، فإن أحداثاً سببت ما بعدها وتفعل فعلها إلى هذه اللحظة وبذات الأدوات
وبذات الذهنيات كيف لا تكون أهم وأكبر؟
علاج المرض
طريقتان:
الأولى / علاج
الأعراض وحسب
الثانية / علاج
الأعراض والأسباب
وبما أن
الأسباب في أحوال الأمة صارت ما بين واقع ترسخ وأشخاصه موتى وواقع ترسخ وأشخاصه
أحياء فإن المنطقي هو أن نبحث الأسباب عسى أن نجد ولو تفهماً لما يفعله الأشخاص
الأحياء، وبعدها ربما نقول لهم: يا جماعة، أنتم تبنون مواقفكم على أوهام، أو أنتم
تبنون مواقفكم على سوء فهم، أو أنتم تبنون مواقفكم على عدم التفات لغفلة الآخر عن
سوء فهمه، وهكذا وهكذا.