آثار الإسلام مهدمة و "نعال" عبد العزيز في المتحف!
1 من 2
أولاً: بعض المهدّم والمدثّر من آثار مكّة المكرّمة
***
عطفاً على منشور الأمس بخصوص "قبة النبي (ص) وقبره الشريف"، أذكر
بعض الآثار المدثرة والمدمرة في الحرمين الشريفين من كتاب "آل سعود وآثار
الاسلام" للدكتور سعيد السامرائي، صدر قبل أكثر من 20 عاماً، يبين جذور
الدعوة الوهابية والشبهات حول ارتباطها بالأجانب والعوامل التي ساعدت على ترسخ
تسلطها على الحجاز في دولتها الثالثة الحالية.
وأنتم تقرؤون عن هذه الآثار، طالعوا الصور للآثار
التي يحافظ عليها هؤلاء المنحرفون الكاذبون، يدعون أن آثار الإسلام شرك ولكن نعال
وأغراض وسيارات إمامهم المجرم عبد العزيز من آكد معالم التوحيد!
***
(أ)
القبور:
1- قبر
آمنة بنت وهب أم النبي (ص)
ويقع في المقبرة الكبيرة الموجودة في محلة المعلا، وقد
كان هذا القبر مغطى بحجر فيه بعض الآيات القرآنية بخط كوفي قديم. (موسوعة العتبات
المقدسة- قسم مكة ص278)
2- قبر أم
المؤمنين خديجة بنت خويلد (رض) زوجة رسول الله (ص) الاولى
أول من آمن، ويوجد قبرها في محلة المعلا أيضاً. وقد
هدم الوهابيون القبة التي كانت مشيدة عليه، بعد أن كان الحجاج وسائر الناس قد
اعتادوا أن يزوروه بانتظام خصوصاً صباح يوم الجمعة. والقبر محاط بجدار مربع ليس
فيه سوى حجر حفرت عليه آية الكرسي بخط كوفي.
ويقع قبر المجاهدة الاولى السيدة
خديجة (رض) على مسافة غير بعيدة من قبر آمنة بنت وهب أم الرسول (ص). (موسوعة
العتبات المقدسة- قسم مكة ص277)
وجاء في تقرير المؤتمرين في مؤتمر
مكة (قبل ما يقرب من 90 عاماً) الذي دعا اليه عبد العزيز (آل سعود)، وتحت عنوان
(زيارة المقابر والمآثر - ثالثاً) مايلي:
"رأينا أن البناء الذي كان على قبر السيدة خديجة
أم المؤمنين قد أزيل كما أزيل غيره وهدمت القباب، ولم تبق علامة تفيد أن هذا قبر
السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، ولا يبعد على حسب ما تعود الناس هناك أن
لا يمضي زمن حتى (يدثر) هذا القبر تماماً وينبش لدفن فيه أي إنسان وفق الحالة
الجارية هناك". (السياسة والأزهر ص 250)
***
(ب) مواضيع
الميلاد :
موضع مولد رسول الله (ص)
هذا الموضع شهد ولادة
سيد البشر محمد بن عبد الله (ص) فتطهر وتقدس بجسده الشريف، فبني عليه مسجد أكثره
ذهب منزل به، أما الموضع المقدس الذي سقط فيه الوليد الأعظم فمحفوف بالفضة. ويفتح
هذا الموضع المبارك فيدخله الناس كافة في شهر ربيع الاول ويوم الاثنين منه (حيث
كانت ولادته (ص) في يوم الاثنين).
وعندما حدثت المصيبة العظمى بتسلط
الوهابية على الأرض المقدسة أهملوها عمداً وأمعنوا في ذلك حتى صارت كما وصفها شيخ
الأزهر الأحمدي الظواهري في حديثه لابن سعود في
المؤتمر الذي عقد بناء على دعوة الاخير، حيث قال الظواهري رحمه الله :
"أننا
زرنا اليوم المآثر والمقابر فرأينا ما فتت أكبادنا وأسال دموعنا وما لا يقره الدين
ولا الإنسانية، فقد رأينا الكلاب ترتع وتبول على أرض مسها جسد النبي (ص) بعد ان
صارت بلقعاً وميداناً من ميادين مكة التي يكثر بها الكلاب (السياسة والأزهر ص 250)).
ثم وعد عبد العزيز بأن تسور هذ البقعة المباركة ويبقى لها احترامها وجلالها ".
ثم تم بناء مكتبة فوق هذا الموقع
المبارك بطلب من أمين العاصمة في مكة في حينها المرحوم عباس قطان .
ولكن اليوم، ونحن نكتب هذه السطور
(محرم 1413هـ /تموز 1992م) فإن هذا الأثر المبارك مهدد بالهدم والاندثار بعد ان وافق
فهد بن عبد العزيز على هدم المكتبة وتدمير الاساسات الباقية للبيت الاصلي الذي
بناه الفاطميون فوق البقعة المباركة قبل قرون.
أقول: هذه هي المكتبة يبدو أن هناك نية لإزالتها ونحن
اليوم في سنة 2016م.
***
(ت)
المكتبة العربية :
وهي من اثمن المكتبات حيث كان
فيها ستون الف كتاب واربعون الف مخطوطة ناردة، منها مخطوطات لما قبل الاسلام ومنها
مخطوطات اسلامية، كما كان فيها بعض الآثار مثل أسلحة النبي (ص).
ولكن المغول الجدد أعداء الدين
والإنسانية والعلم ابوا إلا اتلاف هذه الثروة العلمية الحضارية الهائلة فأحرقوها
عندما دخلوا مكة في 16 اكتوبر عام 1924 م، مع ما فعلوا من قتل للجداعين وبني جابر
والأشراف وغيره، مع السلب والنهب وسائر فضاعاتهم. (تاريخ آل سعود لناصر السعيد ص 180، وآل سعود ماضيهم ومستقبلهم لجبران شامية ص 176)
(يتبع)
آثار الإسلام مهدمة و "نعال" عبد العزيز في المتحف!
2 من 2
ثانياً: بعض المهدّم والمدثّر من آثار المدينة المنوّرة
***
عطفاً على منشور الأمس بخصوص "قبة النبي (ص) وقبره الشريف"، أذكر
بعض الآثار المدثرة والمدمرة في الحرمين الشريفين من كتاب "آل سعود وآثار
الاسلام" للدكتور سعيد السامرائي، صدر قبل أكثر من 20 عاماً، يبين جذور
الدعوة الوهابية والشبهات حول ارتباطها بالأجانب والعوامل التي ساعدت على ترسخ
تسلطها على الحجاز في دولتها الثالثة الحالية.
وأنتم تقرؤون عن هذه الآثار، طالعوا الصور للآثار
التي يحافظ عليها هؤلاء المنحرفون الكاذبون، يدعون أن آثار الإسلام شرك ولكن نعال
وأغراض وسيارات إمامهم المجرم عبد العزيز من آكد معالم التوحيد!
***
(أ) المدينة
المنورة عموماً:
- وصف
المدينة بعد إعادة تعميرها بعد زوال دولة الوهابية الاولى
(إنها
تشبه استانبول أو أية مدينة أخرى من المدن الجميلة في العالم، حيث تبدو اسوارها
البيضاء ومنائرها العديدة المطيلة بالذهب، وأنها حين تشرق الشمس على حقولها
الخضراء المحيطة بها تبدو كجوهرة متلألئة محاطة بفسيفساء من اللؤلؤ) الانجليزي جون
كين أثناء زيارته في عام 1877-1878 م.
- وصف
المدينة بعد التخريب الثاني للوهابية في بداية هذا القرن
(الشوارع
والأزقة فارغة والبيوت متهدمة، وملامح الإعياء بادية ظاهرة أو كأن الزلزال أصابها)
(البقيع قضية كل مسلم ص 11)،
والقرى والبيوت الواقعة بين محيط
المزارع وأشجار النخيل مهجورة خربة، والحقول أصبحت جرداء غير عامرة بالزرع بسبب
الحصار الذي فرضه الوهابيون على المدينة قبل سقوطها) ايلدون رتر. (البقيع قضية كل
مسلم ص 11)
***
(ب) القبور :
من المعلوم أن جميع شعوب الأرض
حديثاً وقديماً، ومنها الشعوب الإسلامية تضع الشواهد على قبور موتاها وتكتب
أسماءهم كي يعرف المدفون فيها من قبل الزائرين من الاقرباء والاحباء، ومن بديهيات
الحياة ومعقولاتها، وبالتأكيد شرعاً فلا نعرف أن هناك من أئمة المسلمين من يمنع من
تسجيل اسم الميت على قبره كي يعرفه زواره .
ولكن لما منع الوهابيون من زيارة
القبور كانت كتابة اسماء الموتى عليها بالنتيجة لغواً، ولذا فقد أزالوا هذه
الشواهد كي لا تعرف اسماء المقبورين إمعاناً في إيذاء المسلمين، وتحقيقاً لمزيد من النجاح لمخططات المستعمرين.
ولقد جاء في التقرير الذي قدم
مشاهدات المؤتمرين للمؤتمر الذي دعا اليه عبد العزيز ما يلي:
"رأينا
ان الالواح الحجرية الأثرية المكتوبة بالخط الكوفي القديم التي وضعت على القبور
ليعرف بها اصحابها قد أزيلت من مواطنها وكسرت تكسيراً".
(السياسة والأزهر ص 250)
طبعاً يعلم الجميع ما حل بالبناء على قبول أئمة الهدى
من آل محمد (ص) وقبور الصحابة وأمهات المؤمنين (رض) في بقيع الغرقد من الإزالة
التامة؛ ولولا اعتراض المسلمين على عبد العزيز آل سعود وقتها مما خشي منه هذا
انقطاع الهبات المالية للحجاز أيام كانت الحجاز هي التي تنتظر صدقات مصر وسورية
والعراق، فقد انقطع الحج العراقي والسوري والإيراني ثلاث سنوات، وكان تهديد شيخ
الأزهر الأحمدي الظواهري رحمه الله تعالى شديداً جداً خصوصاً مطالبته بأن تكون
الحجاز تحت سلطة إسلامية خارج سلطة آل سعود، لولا هذا لكانت القبة المشرفة فوق قبر
سيدنا ونبينا محمد (ص) قد أزيلت هي الأخرى (وفي هذا لا يزال الوهابيون يكتبون
المقالات والبحوث والكتب التي تدعو إلى إزالتها).
(من عجيب الصدف أن ذلك الشيخ الظواهري المدافع عن
رسول الله (ص) ضد الهجمة الوهابية يومها إذا به يخرج من نسله من سيكون أحد عتاة
مجرمي الوهابية، وهو الدكتور أيمن الظواهري الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة، فهو
حفيده المباشر!)
***
(ت) حماية آل سعود على آثار المنافقين واليهود :
وفي الوقت الذي يهدم آل سعود المساجد والدور والمباني الإسلامية
التاريخية ويدثرون الآثار والآبار التي هي الدلائل المحسوسة لتاريخنا، ويقدمون
لاجل ذلك المعاذير الذي يبدو ان اكثرها استعمالاً هو التوسعة!!
فهم من ناحية اخرى يحافظون على
آثار أعداء الله ورسوله (ص) وآثار محاربة الدعوة الالهية. وهاك مثالين :
(1) حصن
كعب بن الأشرف اليهودي:
فمثلاً هناك موقع حصن كعب بن
الأشرف اليهودي، يحرم على أحد التقدم إليه أو العبث به، وكتبت لوحة عنده تقول :
تحذير منطقة آثار: يحظر التعدي
عليها تحت طائلة العقوبات الواردة بنظام الآثار بالمرسوم الملكي رقم و/26 وتاريخ
12/6/1392هـ ! (المهدم من المدينة المنورة ص37)
وهذه من قرائن علاقة الدم التي
تربطهم بأولئك .
(2) مسجد
الضرار :
من المعروف ان بعض المنافقين قد
بنوا مسجداً بسوء نية أو كما حكى التنزيل ((والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً
وتفريقاً بين المؤمنين، وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل، وليحلفن إن أردنا
إلا الحسنى، والله يشهد إنهم لكاذبون. لا تقم فيه ابداً، لمسجد أسس على التقوى من
أول يوم أحق أن تقوم فيه، فيه رجال يحبون أن يتطهروا، والله يحب المطهرين. أفمن
أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم، والله لا يهدي القوم الظالمين))
(سورة التوبة:107-109).
فالمسجد بناه المنافقون لا للصلاة
كما قالوا لرسول الله (ص) حينما دعوه ليصلي فيه وإنما تعمية لانتظارهم، أي إرصاداً
لأبي عامر الراهب الذي سماه الرسول (ص) بالفاسق، حيث وعد هذا هؤلاء المنافقين بأن
يذهب الى قيصر ويأتي من عنده بجنود يخرج النبي (ص) من المدينة، فكان هؤلاء المنافقون
بانتظار هذا الفاسق، الا انه هلك قبل ان يصل الى ملك الروم، وكان النبي (ص) قد
وعدهم أن يصلي فيه بعد أن يعود من تبوك، الا ان الوحي نزل عليه بشأن مسجد الضرار
هذا في الطريق فارسل من يهدمه ويحرقه .
ولكن آل سعود أدخلوه ضمن مسجد قبا عندما وسعوه
حيث كان مسجد الضرار الى الشمال الشرقي منه. (المهدم من آثار المدينة المنورة ص39)